قلت له سائلة .. وأنا أرجو
لحديثنا بُعد المسار ..
لماذا تحبني ؟!!
ولماذا أنا بالذات من بين كل البنات ؟!
فأجابني متبسماً ..
إنه قدري وهل لي بمخالفة الأقدار ؟
فأنا ما اخترت حبكِ .. وهل لمحب في الهوى أن يختار ؟
فالتسألي قلبي هذا السؤال .. فهو الذي أحبك قبلي
وأختاركِ عني .. وهو مفتونٌ بحبكِ ولا يزال ..
فقلت برقة وصوت يهمس بالسؤال .. لماذا يا قلبه ؟!
لماذا أحببتني أنا ! واخترتني أنا رغم بساطة الجمال !
فجائني صوت قلبه قائلاً ..
بل أنتِ عندي أغلى من كل الجمال ..
وشفيف صفاتك هي نبع الخصال ..
فمنكِ تعلمت الحب ....
وغدوت في دنيا الهوى أعشق الترحال
وفي عينيكِ لمست الحنان ..
وعرفت الشوق في بعدك مع لوعة الحرمان
فهويت الشعر وصغته من أجلكِ منظوماً في ديوان
لأكشف عن حبي وحنيني إليكِ ..
حتى لا يبقى للأبد محفوراً في ذاكرة النسيان
فأنا قبلكِ لم أحب .. وبعدكِ لن أحب .. ما طال الزمان
فقد أصبحتِ شمساً تسطع في أركاني ..
تمنحني دفئها .. وتشاركني بقربها روعة أشجاني
أنتِ عندي جنة يطيب فيها الخلود ..
في سحرها أغدو أعانق الوجود
بل أنتِ أكثر من هذا بكثير ....
لكن في وصفكِ يعجز اللسان
وأفقد القدرة على التعبير ..
فرديت بهدوء .. بعد ما طال السكوت
يكفيني هذا .....
والآن رأيت بقلبك مكاني ..
قرأت في عينيك عنواني ..
وعرفت الجواب
بعد أن طرقت ألف باب وباب ..
لأكشف سر حبك العذري ..
فأأمر حبيبي
إن أمرك اليوم مجاب
فداك عمري .. وكيف لا وأنت عمري
فلن أنساك يا طهري رغم الصعاب
وسيبقى نبضك يجري في صدري
حتى يفتك الشوق بي ويسلمني إلى قبري
بعدها لن تبقى لك سوى الذكرى .. ذكرى حبيبة
توارى حبها تحت التراب ..
فاستوقفني وبكف يده أغلق فاهي ..
قائلاً .... ما هذا الكلام !
ولم التشاؤم والعويل .. والقلب يشدو بالوئام
فلم تهدمي العش الجميل .. قبل أن يبنى ويسكنه الغرام
أدري أن بعد المحب غربة .. يومه القاسي كعام
ولكن فلنصبر .. فالحب سيكبر مع الأيام
ويصبح الحلم حقيقة .. فلا تحزني
فحزنكِ يفقد الكون بريقه .. ويجعله ظلام
فافرحي ودعي الأحزان في صدري تنام
فدمع العين لم يرخص حتى نريقه
واحلمي بغد مشرق بسام ..
يأتي علينا بفرحة .. فيها تحقق الأحلام
وبسمة تختال على وجهنا مدى الأيام