"لقد خسرت الحركة الإسلامية في الكويت خسرانًا كبيرًا بوقوفها ضد قانون إعطاء المرأة حقوقها السياسية"، هذا هو الكلام الذي تجرأت خولة العتيقي أن تقوله، لا بل وأن تصرِّح به على صفحات المجلات والصحف اليومية الكويتية التي شهدت هي الأخرى هجومًا عنيفًا ونقدًا ضاريًا وُجِّهت سهامه إلى العتيقي الداعية والباحثة الإسلامية وإحدى قيادات العمل النسائي الإسلامي في الكويت، بعد تصريحاتها التي اعتبرها البعض خروجًا على الرأي السديد، وانشقاقًا في الصف الموحد مؤخراً.. فـ"خولة" اليوم متهمة بالانشقاق على الحركة الإسلامية في الكويت!!
التقينا برائدة العمل النسائي الإسلامي في الكويت لمعرفة حقيقة الأحداث.
- ما هي قصة التصريح الذي هوجِمتِ بشأنه مؤخراً؟
لقد صرحت بأن رفض الإسلاميين في الكويت إعطاء المرأة حقوقها السياسية ينطلق من رؤى ومصالح سياسية وأعراف وتقاليد، وليس عن رؤى شرعية، فليس هناك أساس فكري لهذا الرفض، بل يعتمد إلى أساس مصلحي آخر بالمرأة وبالعمل الإسلامي في الكويت، فمهما تحدثنا عن تغريب وتفسخ اجتماعي، فالشارع لدينا ما زال إسلاميًّا، وإعطاء المرأة حقوقها السياسية يعني مزيدًا من النجاح للحركة الإسلامية؛ لأن المرأة ستصوِّت لصالحهم أولاً، وستسد الطريق على من يريد إسقاط العمل الإسلامي.
- ما هي قصة التصريح الذي هوجِمتِ بشأنه مؤخراً؟
لقد صرحت بأن رفض الإسلاميين في الكويت إعطاء المرأة حقوقها السياسية ينطلق من رؤى ومصالح سياسية وأعراف وتقاليد، وليس عن رؤى شرعية، فليس هناك أساس فكري لهذا الرفض، بل يعتمد إلى أساس مصلحي آخر بالمرأة وبالعمل الإسلامي في الكويت، فمهما تحدثنا عن تغريب وتفسخ اجتماعي، فالشارع لدينا ما زال إسلاميًّا، وإعطاء المرأة حقوقها السياسية يعني مزيدًا من النجاح للحركة الإسلامية؛ لأن المرأة ستصوِّت لصالحهم أولاً، وستسد الطريق على من يريد إسقاط العمل الإسلامي.
- ما ردك على أن إعطاء المرأة حقوقها السياسية سيُخِلّ بوظيفتها الأساسية كزوجة وأم؟
البيوت لن تنهار عندما تصوِّت المرأة وتنتخب أو ترشح نفسها، ولن تنهار البيوت عندما ترشح واحدة أو اثنتان نفسها لدخول المجلس، ونحن لا ننكر أن المسئولية الأولى للمرأة هو بيتها وأسرتها.. ولكن أنت تقولين هذا الكلام في أي مجتمع؟ من يقول هذا الكلام لا يدري نسبة النساء العاملات واللاتي خرجن للتعليم في مجتمعنا..؟ هل انهارت بيوتهن، أم أنها تنهار فقط لدخولهن مجلس الأمة؟ هل هذا منطق؟ إن أكثر الفئات الفاعلة في مجتمعنا بالكويت هن زوجات محجبات - بل منقبات.. فهل انهارت بيوتهن؟ ليبحثوا لهم عن حجج أقوى.
- دخول المرأة مجلس الأمة يتعارض والعادات والتقاليد.. يعرضها للاختلاط والمصافحة وكثير من التنازلات الشرعية.. المرأة الكويتية ما زالت غير مهيأة للعب هذا الدور، فالتجربة الديمقراطية حديثة، وحتى الرجال لم ينضجوا فيها بعد.. شبهات وحجج أخرى، فما ردك؟
- دخول المرأة مجلس الأمة يتعارض والعادات والتقاليد.. يعرضها للاختلاط والمصافحة وكثير من التنازلات الشرعية.. المرأة الكويتية ما زالت غير مهيأة للعب هذا الدور، فالتجربة الديمقراطية حديثة، وحتى الرجال لم ينضجوا فيها بعد.. شبهات وحجج أخرى، فما ردك؟
أولاً العادات والتقاليد ليست دينًا حتى نقيس عليها ما هو نافع أو ضار، بل على العكس لا بد أن ننبذ ونخلع كل ما يخالف العقل والشرع من عادات وتقاليد جاهلية، أما بالنسبة للتعرض للوقوع في مخالفات وتنازلات شرعية، فمن يقول هذا الكلام على أن يحبس ابنته وزوجته في البيت! لا تذهب إلى العمل ولا تخرج إلى المجتمع، إذن فالمرأة تتعرض لهذا كله في مجتمعها وبدون تواجدها في مجلس الأمة، فلماذا يخرجونها للعمل وجلب الدينار ما دام هناك اختلاط وكلام ومصافحة.. إلخ؟ أعتقد أنه لدينا فقهاء يتحدثون في هذه الأمور المحسومة كالشيخ القرضاوي وغيره وهم أدرى بالرد عليهم.
أما بالنسبة للنضج السياسي فأنا أسألهم: هل مكثتم تُعِدُّون وتهيئون الرجل لدخول معترك السياسة أم أن الإنضاج يأتي بأن يقتحم هذا المعترك ذاته؟ هل تصلح تهيئة بدون ممارسة؟ عن الإنضاج لا يأتي بدون ممارسة حقيقة وفعلية، وتعلم من الأخطاء مباشرة وهم يعرفون ذلك جيداً وبلا شك، ثم إنه قد يسع النساء ما لم يسع الرجال، يمكن أن نكون أحسن منهم!.
- هناك شبهة قوية بأن الكوادر الشيعية والعلمانية النسائية في الكويت قوية، وهذا معناها نجاح هؤلاء دون غيرهن إذا ما أعطيت المرأة حقوقها السياسية… ما ردك؟
حتى لو سلمنا بأن هذا بالفعل صحيح… فهم متكاتفون ومنظمون ويسعون إلى هدف محدد ولديهم برامج يعملون وفقها، فهل يعني ذلك أن أُحرم بقية النساء، هل نخلي لهم الميدان؟ من يقول هذا الكلام ليس لديه أي بعد نظر سياسي.
- إذن كوادر الإسلاميات ضعيفة بالفعل مقارنة بغيرهن؟
إن هذا يفتح ملفًا خطيرًا.. الإجابة بنعم ستفتح هذا الملف لا محالة، فنحن كان لدينا كوادر كبيرة وقوية، ولكن لسوء ولقصر نظر القيادات النسائية الإسلامية لدينا تم تضييعها، فتاهت وضعفت ولم تَعُد بقوتها ولمعانها السابق، ولم يتم استغلالها.
المرأة داخل الحركة الإسلامية همومها كثيرة وأكبر من الرجل، فـ "المرأة الشُّعلة" لدينا وللأسف لا تأخذ حظها، بل لدينا قيادات تحجم كل ما يمكن أن يبرز على الساحة، كل القدرات والمواهب والطاقات يتم كبتها وقمعها ولا أدري لماذا؟ نحن لدينا أشخاص يقودون العمل يعتمدون المركزية والتحفظ والتروي لدرجة تصل إلى التعويق في مواقف تحتاج إلى السرعة والجرأة في البتِّ والإنجاز. وأكبر معاناة المرأة الفاعلة في الحركة هي التبعية للرجل فهذه مشكلة المشاكل، فالمرأة داخل صفها مقيدة برأي الرجال، وعندما يجتمع الرجال لا تتواجد ولا يؤخذ برأيها، فهي منفِّذة للأوامر وليست مشاركة في القرار والتخطيط، هي ليست فاعلة وإنما تابعة ولو كانت غير مقتنعة، مصيبة أن يخطط الرجل للعمل النسائي، فالتنسيق والتعاون وارد ومطلوب ولكن غير ذلك مرفوض، وإذا مكثنا على هذا فإن العمل الإسلامي النسائي سيتلاشى بالفعل بعد أن بدأنا الآن بالفعل نذوب ونضعف.. هل تستطيعين الآن الإشارة إلى اسم موجود على الساحة نستطيع أن نقول إنها قيادة نسائية؟ هل لدينا متحدثة باسم المرأة المسلمة؟ إلى متى نظل في الظل، ولا توجد لدينا شخصية تستحق أن يعتد بها؟!.
- في ظل هذا كله هل تتوقعين المكسب أم الخسارة للإسلاميات إذا أعطيت الحقوق السياسية؟
هي تجربة.. كل شيء فيها وارد المكسب أو الخسارة، ولكن مجرد إعطاء هذه الحقوق هو مكسب كما ذكرت آنفًا، فعلى الأقل سيكسب كثير من الرجال في الحركة الإسلامية؛ لأن المرأة ستعطيهم صوتها.
- بعض قيادات العمل النسائي من الإسلاميات تحتج بأهمية إعداد المرأة ثقافيًّا واجتماعيًّا قبل الزج بها فى معترك السياسة، فما ردك؟
ومنذ متى ونحن نعد لذلك؟ من تقول ذلك هل لديها خطة وبرنامج زمني قابل للتنفيذ؟ وما نتيجته؟ نحن في اللجنة النسائية بجمعية الإصلاح نقول هذا الكلام منذ خمسة عشر عاماً فما هي المحصلة؟ أين الرائدات؟ لماذا لا يتم استغلال الطاقات؟ هل ننتظر حتى يصيبهن العجز والشيخوخة؟ لو من السبعينيات أو الثمانينيات نُعِدُّ امرأة كان عمرها وقتها 25 عامًا هي اليوم في الأربعينيات، ولكن أين هي؟ إنني أحذِّر وأحذِّر… البساط يُسحب من تحت أرجلكن!!
المرأة إذا لم تجد من يتحدث عنها ويحمل همها ستبحث عمَّن يحقق لها ذلك، والجهات على الساحة كثيرة ومعروفة وناشطة، وإذا لم تبحث فإنها على أقل تقدير ستذوب ويضعف دينها وإسلامها وتتساقط كما تساقط الكثيرون والكثيرات قبلها.. نحن لدينا رغم ذلك كوادر كبيرة العدد من المتعاطفات، ولكننا للأسف لا نعرف كيف نحافظ على ذلك ونحتفظ به ونحتضنه.
- من يقف معك من إسلاميات الكويت..؟!
85%.. كلهن معي.. كلهن طلبوا مني أن أتكلم، أن يصدقن على كلامي.. كلهن طلبوا مني أن أسير وأن يسرن خلفي، وأغلبهن زوجات لرجالات في الحركة الإسلامية من المعارضين للحقوق السياسية!!
- وحتى نساء القبائل..؟!
نعم.. بل أكثرهن من نساء القبائل، فهن أكثر نساء الكويت احتياجًا لدخول المرأة مجلس الأمة؛ نظرًا لطبيعة مشاكلهن الكثيرة التي تحتاج إلى حل.
- وألا يكفي أن يتواجد إسلاميون رجال ليعبروا عن هذه المشكلات..!
سأرد على سؤالك بسؤال: هل سمعت عن رجل من نواب المجلس من الإسلاميين طالب بسكن للمطلقة أو اهتم بإثارة موضوع ساعات الرضاعة للموظفة أو إجازات الأمومة، أو إنشاء حضانات في أماكن العمل أو.. أو.. إلخ، أو ما يهم المرأة من قضايا خاصة؟!
- ما تقييمك لدخول المرأة المجالس التشريعية في بعض دول الخليج..!
هذه كلها تجارب مظهرية وشكلية.. تجارب عرجاء تعين فيها النساء من قبل الحكومة وليس عن طريق الترشيح والانتخاب.. نحن لا نريد تقليد أحد، بل نريد تجربة خاصة.. سليمة وصحيحة.
- ما رأيكم بالنسبة لترشيح الإسلاميين لجيهان الحلفاوي لدخول مجلس الشعب، ووصف الدكتور القرضاوي بأنها خطوة جاءت متأخرة؟
نحن بالتأكيد نباركها وحتى لو جاءت متأخرة فهي على الأقل بداية جيدة.
- وجهت الحلفاوي دعوة لنساء الكويت بالإضراب عن الطعام للحصول على حقوقهن السياسية ما تعليقك؟
هذا رأيها، ولكن الإضراب عن الطعام مع أنه نوع من الاحتجاج ولكنه لا يصلح للكويت، وأنا شخصيًّا لا أحبذه.
- يقال: إن المرأة في الكويت أصابها اليأس من إمكانية إعطائها حقوقها السياسية بدليل تواجد تسع نساء فقط في المسيرة التي نشرت عنها الصحف مؤخرًا؟
الأمر ليس كذلك، ولكن لأن المرأة في الكويت عدوة المرأة، ولأن هناك جهات متعددة كل واحدة تدعي بأنها المتحدثة باسم المرأة، ضاعت الجهود وتشتتت، فلم يَعُد للتنسيق مكان بينها، فجاء الاحتجاج بهذا الضعف، فنحن في الكويت كل حزب وكل جمعية تحرض على أن تكون هي الأولى ولا مجال للتعاون المثمر بينها، وحتى إن حدث ذلك فهو تعاون هش يشوبه الحذر والريبة، وهكذا تذهب أو ذهبت ريح النساء هباء.
- هل يمكن أن تقوم النساء الإسلاميات بفعل إيجابي للمطالبة بحقوقهن.. وكيف؟
يمكن.. ويمكن جدًّا، وذلك بالإعلان أولاً بأن الشريعة كفلت لهن هذا الحق، وبالتوعية ثانيًا في أوساط بنات جنسهن، ثم باتخاذ مواقف إيجابية حين المطالبة بهذا الأمر ومناقشته، وعندها ستكون لهن الريادة في الميدان.