"هناك أحاديث تمنع النساء من السفر أكثر من 3 أيام دون إذن أزواجهن.. إنها أحاديث صحيحة.. لكنه ليس منعا دينيا، بل أحكام جاءت بناء على حالة السفر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كان محفوفا بالمخاطر على عكس اليوم.. إلا أن الناس توارثوا أحكامًا لم يكن مقصودا منها إلا حماية النساء في حقبة محددة".
"إن العديد من أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تم تلفيقها بعد وفاته بقرون لخدمة مصالح معينة.. للأسف، يمكنك تبرير أي شيء باستخدام حديث نبوي ملفق، بما في ذلك بتر أعضاء النساء التناسلية تحت مسمى أن ذلك ختانًا".
هذه بعض الأسباب التي ساقتها وزارة الشئون الدينية -السلطة الدينية الأعلى بتركيا- والذي كلفت به حوالي 80 عالما دينيا وأستاذا بجامعة أنقرة "للقيام بعملية مراجعة شاملة للأحاديث النبوية لحصر الأحاديث التي يتم استخدامها كمبرر لأمور منها معاملة النساء بصورة قمعية، من أجل تنقيتها ووضعها في صورة تتفق مع العصر الحديث".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن السلطات التركية توشك حاليا على الانتهاء من المشروع الذي وضعت بذرته قبل منذ 3 سنوات تحت اسم "المراجعة الجذرية لأحاديث وأقوال وأفعال النبي محمد" صلى الله عليه وسلم.
ترى.. كيف تقرأ هذا المشروع؟ وما هي الأسباب الجوهرية التي دفعت تركيا لهذا المشروع؟ هل هو جزء من مخطط أمريكي لمحاربة عناصر الإسلام التي يعتبرونها متشددة؟ وهل يخدم هذا المشروع هدف حكومة أردوغان الأساسي المتمثل في "انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي"؟
أم أهذا بحق تفعيلا للتراث الإسلامي وتنقية له وبيانا للصحيح من الباطل على حد قول د. محمد عبد اللطيف البنا مدير تحرير النطاق الشرعي بشبكة إسلام اون لاين علي المشروع التركي؟